1)
الميعاد تنسى وقرار القدر تخشى
أعدّ الثّواني لتجمعنا الصّدفة لكنّك دومًا تأبى
لهذا عهدتُ نفسي عندما أراك أن أُهديك ساعة
لعلّك عندما تراها تتذكّر
أن لا تُعاند القدر ثانية وتتأخّر
(2)
مذ عرفتك وكلماتي تخون
وعهد الوفاء الّذي عقدناه لا تصون
حتّى الحروف تبعثرت ، وها انا الآن أُحلّق بين السّطور
لعلّ كلمة ما قررّت الخضوع والمرور ،
المرور لتُملئ صفحاتي البيضاء
حيث يكثر الصّمت ويقل الكلام
(3)
اليوم سأنتزع قلبي وأدفنه في ظلمات القبور
وسأعود راضيّا بكوخي وسأهدم ممرّدات القصور
ولن تسمعوا بعد اليوم بالقلب الجريح المكسور
وسأُشعل سواد اللّيالي لتُصبح مشاعل نور
(4)
مرضت وقعدت بفرشتي نهار وليل
شافوني أهلي وأخذوني ليعملولي تحاليل
فانتحرت أحسن ما يشوفوا حُبّك بدمّي يسيل
(5)
بُعدك والعذاب زادا حُبّي لك ونشراه من ساسي لراسي
قل لي كيف أنساك وعطرك لا يزال ملتصق في أنفاسي؟؟
أقول دومًا لنفسي أنّ لذّة الحب في العذاب لأهز مشاعر القلب وإحساسي
فقل لي هل العذاب والبُعد ذكّراك بالحب أم صرتَ له ناسي ؟؟
(6)
حياتي ربيع بلا زهور عيون تبكي بلا دموع
ضائعة بين نسمات الهواء الطّلق تبحث عن مخرج وتأمل الرّجوع
فلنساعدها لإيجاد الدّرب ولا نتركها وحدها لئلاّ تجوع
فتَحِنْ عندها الى الدّمار والخراب فتكون حارس بلا دروع
(7)
أعيش دوّامة الحياة ..حياة شبيهة بجهنّم
تجعل الحجر الأصم الجامد يتكلّم
تحرق مشاعر النّاس وتجعل قلوبهم تتألّم
هذا ظالم وذلك مظلوم ولم يعد أحد من هذه العبر يتعلّم
(
لا تظن أنّ بُعدك سيطوي ذاتي
ولا تحسب أنّ عينيك بعد اليوم ستغضّ النّظر عن كتاباتي
فأنت إنسان ومتلّهف لسماع أخبار حياتي
(9)
الكأس ليس الحل لتنسى وتهرب من الألم
كن شامخًا ورجلاً لا يعرف الهزيمة والنّدم
كن صلبًا قويًّا وبجبروتك هز شموخ الجبال
وإذا لم تجدِ معك هذه الحال ،
والقدر معي قد مال
فهات كأسك وتعال لتجلس جانبي
ولنرى الجبال تهتز وترقص لوحدها
(10)
نعم ، سلّمنا أمرنا للقدر وقررّنا الخضوع
إبتعدنا وعلى الوجوه إبتسامات مبللّة بالجفا والدّموع
ولم يعد هناك في ليلنا وصل ، لا حرارة ولا شموع
(11)
لا تحزن على ماضي عشته
وإذا كان لا بدّ من أن تحزن ،
فاحزن على هدرك حاضرك ،
وقتلك مستقبلك في تذّكر فيما مضى وقضى
(12)
مذ عرفتك أصبح الشّرق غرب والجنوب شمال
أبني قصورًا وأُسافر تائهة في مدن الخيال
أُسافر باحثة عن دواء يوقظني من هذه الأحلام
فأنا يا عزيزي ، لا أُريد أن أحلم لكي لا أًصدّق الحلم
وأنا أعلم بأنّ الواقع يقول أنّ إلتقاؤنا محال
(13)
عزيزي ، لا ترحل وتبتعد
ففكرة رحيلك تجعل القلب يرتعد
(14)
لو قُدّر لنا الشّقاء
وكُتب على الجبين عدم الإلتقاء
فإنّي سأتمنّى لو أكون أنا مستقيم وأنت المماس
فهذا الأمر أفضل بكثير من أن نكون خطّان متوازيان
(15)
عندما أشعر أنّه لا حاجة لي لديك... سأرحل
سأرحل بصمت ، دون ملامسة كفيك
ولا محادثة شفتيك ، ولا حتّى النّظر بعينيك
سأرحل دون أن أُحدث ضجّة
سأرحل بصمت ... دون أن تلحظ غيابي حتّى ... سأرحل بصمت
(16)
أحيانًا نحتاج في الحياة أن نعيش منطق اللامنطق
أن نعيش هناك حيث يصمت الكلام ، والصّمت ينطق
(17)
إن بحثتم في قلبي هذا الكثير من الكلام
كلام متربّص يعيش في زحام
يجب أن أُلقيه على مسامعكم مع الأيّام
(18)
كم تمنّيتُ أن تقول ثوري ، تذّمري عزيزتي ولن أردعك
إشكي ، إبكي ، نوحي وادمعي وبصبرٍ سأسمعك
فبسبب دموعك سأُمسي أغنى وأثرى النّاس
لأنّ دموعك يا عزيزتي عندما تتصلّب تُضحي ذهبًا وماس
فابكي ، ادمعي ، نوحي واشكي بشدّة متى ما شئتِ ... متى ما شئتِ
(19)
تتظاهر باللامبالاة والخضوع ظاهر في العيون
تظاهر ، انكر وارحل متى شئت
لكن اعلم بأنّك عندما تحتاجني لن تجدني
فأنا كذلك لي قلب يشعر وحياة تنتظرني
(20)
ترقّب وانظر جيدًّا
سترى ما بين الحرف والآخر كلمات كثيرة
صمتت أمام هيبة حضورك
(21)
عن بالي لم تغب صبح مساء ، صيف شتاء
حُبّك بعثرني ، مزّقني وحوّلني الى أشلاء
(22)
أتصدّق أنّ غيابك جعل حياتي دونك تختلف
أشتاق إليك ، واشتاقت لك دُنياي وبهذا الأمر أعترف
عند سماع همس حروف إسمك ينكمش جسدي ويرتجف
الآن علمتُ أنّ قلبي قبلك لم يدرِ الحب ومعك علم القلب الحب وعرف
(23)
خبر غدرك وصلني وكان على قلبي نار وجمرة
ظننتُ أنّي سأندم لكنّي تيقّنتُ بأنّك لا تستحق من الدّمع قطرة
تقبّلتُ الخبر وواجهتك بكلِّ فخرٍ ومسرة
اليوم لا أتحسّر على حالي لكن ، على حالك أقول يا حسرة
(24)
أخاف العيون
أخاف لئلاّ ترميني بسهام النّظرات
فأقع عندها في الشِّباك ، فلا يُنقذني أيّ صيّاد
ويرحل قلبي بعيدًا وإن رحل فلن يعود
وتدبُّ دقّات العشق الحياة في جسدي وتسود
فلا تلوموا أيّها البشر ، أخاف الهوى عبر النّظر
(25)
ها هو قلمي يأبى أن يبقى أسيري لأعوام
ويريد كشف كلماتي الّتي تنقلني من الصّمت الى الكلام
حيث تُرسم الكلمات على الورق ، ويتحوّل الورق الى أيّام