ما هو مرض ملتحمة العين ؟!!..
وما طرق الوقاية والعلاج ؟!!..
وهل يسبب العمى ؟!!..
بعد الرعب الذي أصاب الجميع من انتشار مرض معدٍ يصيب العين خاصة في هذا التوقيت من العام، وفى الفترة الانتقالية ما بين الصيف والشتاء وتصريحات وزارة الصحة بضرورة اتخاذ الاحتياطات الطبية المناسبة، حتى لا ينتشر المرض ويتعدى حدود محافظه الدقهلية.
كان ولابد من أن نتعرف على حقيقة هذا المرض فتوجهنا للدكتور طارق النجار استشاري جراحة العيون بمعهد بحوث أمراض العيون الذي قال : تعتبر الملتحمة هي الطبقة الرقيقة المبطنة للجزء الخارجي من العين والجزء الداخلي من الجفون، والتهاب الملتحمة يأتي في الصورة الحادة منه نتيجة للحساسية أو العدوى الفيروسية أو البكتيرية، كما يمكن حدوثه بعد إصابة العين نتيجة تعرضها لأحماض أو قلويات.
كما أن هناك نوعاً شهيراً لالتهابات الملتحمة يحدث للأطفال أثناء الولادة، وذلك نتيجة حدوث تلوث بكتيري للعين أثناء الولادة نفسها.
ونستطيع تقسيم التهابات الملتحمة على حسب الأجزاء التي تعرضت للإصابة في العين، فقد تكون الملتحمة فقط هي المصابة بالالتهابات، وقد يمتد الالتهاب إلى الجفن أو القرنية أو الصلبة وفى هذه الحالة قد يؤدى إلى العمى وخاصة مع التهابات القرنية.
وبالنسبة للالتهاب الفيروسي عادة ما يصاحبه نزلات برد والتهاب في الحلق، وأهم أعراض الالتهاب الفيروسي للملتحمة هو احمرار العين باللون الوردي، ووجود دموع غزيرة مع درجات متفاوتة من حكة بالعين، كما تشهد الأعراض وجود بعض الإفرازات الخفيفة ويحدث انتفاخ في الملتحمة نفسها التي قد تمتد إلى الجفون والغدد الليمفاوية وعادة ما يبدأ الالتهاب بالإصابة بعين واحدة، ولكنه ينتشر بسهولة شديدة للعين الأخرى.
وينصح في هذه الأثناء بإتباع التعاليم الصحية بحيث يقوم المريض بغسل اليدين بصفة متكررة ويفضل استخدام المواد المطهرة لليدين، كما ينصح بعدم لمس العين واستخدام فوط مخصصة لكل شخص، وينصح بعدم مصافحة الآخرين كثيراً، وذلك للحد من نقل العدوى الفيروسية عندما يصاب الشخص بهذا المرض.
ويؤكد النجار أنه : بالنسبة للعلاج فالهدف منه هو تهدئة الأعراض وليس علاج الفيروس نفسه، حيث يتم شفاؤه ذاتيا بعد فترة معينة قد تصل من 2 : 5 أيام وقد تستمر هذه الفترة أطول إذا حدثت مضاعفات جانبية وامتد الفيروس إلى أجزاء أخرى من العين.
أما عن طرق العلاج فتشمل استخدام كمادات ماء بارد للعين واستخدام القطرات المرطبة والتي يفضل وضعها داخل الثلاجة لكي تعطى تأثيراً بالارتياح عن طريق البرودة المكتسبة.
وينصح بعدم استخدام القطرات التي تحتوى على الكرتيزون خاصة في الحالات الوبائية من هذا الفيروس، وأعنى بالوبائية أي عندما يصاب عدد كبير من المرضى في آنٍ واحد، حيث إن الكرتيزون يقلل من المناعة السطحية للعين وبالتالي قد يتسبب في تطويل فترة المرض، وينصح باستشارة الطبيب المعالج عند الشعور بالأعراض.
ويشير إلى أن هذا المرض ينتشر مع تلوث الجو والعادات الصحية غير السليمة التي تساعد على انتشار الأمراض الفيروسية، كما أكد على عدم ارتباطه بسن معينة فيمكن أن يصيب جميع الشرائح العمرية.
وهناك نوع آخر غير النوع الفيروسي المنتشر يسمى بالالتهاب الملتحمى البكتيري، حيث يقول الدكتور وليد حازم عطية أستاذ طب وجراحة العيون بكلية الطب قصر العيني : إن التهاب الملتحمة الفيروسي إما أن يكون فيروسياً أو بكتيريا، وهما ينتقلا بنفس الطريقة بسبب قلة النظافة، ومدة المرض لا تتعدى الأربعة الأيام ليختفي بعد تناول المضادات الحيوية والاهتمام بنظافة العين.
والفيروسي ينتشر بشكل أكثر من البكتيري حيث يصاحبه حرقان وألم في العين أكثر من البكتيري مع وجود احمرار بمعدل أكثر من البكتيري.
وأهم ما يميز التهاب الملتحمة البكتيري أن إفرازاته تكون كثيرة، أما ما يتردد عن كونه سبباً في الإصابة بالعمى فهذا كلام غير صحيح على الإطلاق لأن مدة المرض قصيرة داخل العين.
ومعظم الأماكن التي ينتشر فيها المرض هي الأماكن الريفية التي ينتشر فيها عدم النظافة والاحتكاك بالجراثيم، والمرض لا يستدعى القلق الذي تسببت فيه وسائل الإعلام ولا يسبب العمى على الإطلاق.
وفى إطار هذا الأمر أشار دكتور محمد رمزي استشاري أمراض وجراحات القرنية، قائلاً : إن هناك أنواعاً كثيرة من الفيروسات قد تسبب المرض إلا أن الوقاية منه تتطلب الحصول على المضادات الحيوية للقضاء عليه والتهاب الملتحمة ليس له أعراض معينة من الممكن أن نعرفه بها سوى الاحمرار والحرقان والألم بالعين بخلاف ذلك لا توجد أعراض تميزه.
إلا أن المرض يتطلب عدم استخدام أغراض الآخرين ويفضل أن يكون لكل شخص أغراضه الشخصية المتعلقة به مع الحرص على نظافة العين، ويمكن محاصرة هذا النوع من المرض بمنتهى السهولة، ولا خوف أبداً منه طالما تم الالتزام بالقواعد التي يشرحها الطبيب للمريض والسالف ذكرها.