| ساعي الوريد .. وكذا اشياءُ أخرى ~ | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
زهرة البيلسان عضو فضي
عدد الرسائل : 1097 الموقع : حيث أنـــــا العمل/الهوايه : طالبة ....... بينات شخصية : اذا التاريخ سماني فلسطينية ,,فمن في الأرض يجرؤ أن يتحداني..
ان كان العالم بأسره ضدي ,,فأنا فلسطينية أعشق التحدي.. نقاط : 29498 تاريخ التسجيل : 09/07/2010
| موضوع: ساعي الوريد .. وكذا اشياءُ أخرى ~ 10/5/2011, 13:36 | |
| اجلب خريطةً ودعَنا نقتسم غنائمنا . خُذ هذه اليابسة .. ودعني في صدري أحتفظ بكل هذي البحار ليومِ " قد " تُودّعني فيه !
واهمون - ما دونَ الوهم - .. العنكبوتُ التِّي مرَّتْ سريعاً على صُورِهم ارتعَبْتْ حينَ أبصرْتهم يهوُون من عُمقِ الومضةِ المنسوجةِ بخفّة على هامشِ الإطار . ما ظنَّتْ أعشاشَ ذكرى الآفلينْ أهونَ من بيتِها .
لولا أنْ .. كانُوا يفتحُون قلوبَهُم كما تفتَحُ الأمّ الرغيفَ صباحاً لتملؤهُ مُربَّى لصغارِها . لإفلاسِهم لم يجدُوا غير حلمهم ليملؤوه به . رتبّوه بطريقة مُغريةٍ على موائِد الغير . ينتظرُون إمَّا يقضمُوه فيشبعُوا . وإمَّا يتصدَّقُوا بهِ إذ لم يكُن بنكهةِ " الآخرين " المُفضّلة . ولغباءٍ فادحٍ منهم .. أقصوا تماماً احتمالية ألّا يكونوا - إليهِم - جوعى من الأساس .
أظافر .. ببلاهةٍ فرَحُوا حين دلفُوا البابَ فقابَلتْهُم رائحةُ عطرٍ قويّة . ظنُّونا تهيَّأنْا لاستقبالِهْم . وغادَرُوا بعدَ أنْ امتنُّوا لنا كثيراً دُون أن يعلمُوا بأنَّ العطرَ الذي انتشرَ بالمكانِ كانَ قنّينةَ الصَّبرِ التِّي تكسَّرَتْ للتوّ . ما ظنناهُ عطِراً صبرَنا إلّا يومَ تكسَّرْ .
عدسـة .. هذهِ الكتابة تجعَلَهُم يبدُونَ كـ عارضِي الأزياءْ . يرتدُون أثمَن وأندَر الملابس . تتعلَّقُ بهم الأبصارُ إعجاباً وربَّما حسَداً . لكن .. فورَ أنْ يستديروا يقفُونَ بأوجههم يُطالبُونهم بالتَّجرَدُ من بريقِ عدساتِ التصوير وينفضُوا عنهم ما علِقَ بهم منْ تصفيقٍ ليعُودوا إلى دورة الذبول . يُغادرون من الأبواب الخلفية للمسارِح عُراةً بـ روائِحَ ناقصة .
واهمون .. كهذه البِحار مُحيّرة صناديق البريد : أيّ مرضٍ أقامَ في صدرِها لتكحّ يومياً .. كُلّ هذا الزبَّد ؟
ثمّ .. علَّمَنا التِّيهُ بأنَّ أرضاً أضعنَاها هيَ أرضٌ تنمُو كلّ ليلة .. وإلَّم يكُن لهُ غير هذه الفضيلة . لباتَ لزاماً علينا أنْ نعتنقَه كقلوبِ أحبّتِنا : كُنّا نخالُنا - قبل ذاك - سقَطْنا من الظَّلامِ إلى الظلّام فجأةً هكذا .
هاتف .. أي وسادةٍ هذهِ التِّي يرمِي عليها هذا العالَم رأسَه المليء بدبابيسِ الصَّمم ويغطَّ نائماً .. في كُلِّ مرَّةٍ أطالبِه بأنْ يُسرج لي طريقاً لصوتك ؟
سُـ ع ـــال .. - ماذا لوْ كانَ للأشياءِ من حولنا أيدي وأرجُل ؟ = لكانت في كل مرة نُسقِطها .. تعودُ تتسلَّقنا ، لتنتقِم لنفسها منّا .
واهمون - ثاني مرة - .. دعهُم يُجربّون . البلهاء .. دعهُم يُجربون ، يرمُونَ بأسمائِهم تباعاً بقاعِ طريقِنا . كما يرمِي سائحٌ بقطعةِ معدنيةٍ بنافورةِ بإيطاليا : رغبةً في جلبِ المزيدِ من الحظَّ . رغمَ أنَّ كثيرينَ قبلهم أكدَّوا لهُم أنَّ الأمرَ برمّته محضُ .. أسطورة .
صفح ــــة .. سألَها بينَما هُو منهمِكٌ في حلِّ شبكةِ الكلماتِ المتقاطَعة : شيءٌ يتمدَّدُ ويتقلَّصْ ؟ أجابَتْهُ : العالَم .. هذا العالَمْ . رفَع إليها عينيْهِ مستفهِماً . أضافَتْ في بنظرةٍ مليئة بالعتاب : يتمدَّد ويتقلَّص .. ذهاباً وإياباً . وإلَّم تُصدّق .. اسألْ حُضورك يومَ يعقبه غياب .
برد .. وأنتُم معنا لدينا ألحفة ، أسرّة ، ومصابيحُ كثيرة .. إلّا أننا نفقدُ أيادينا التِّي كانْت تجرُّ اللحاف ، عظامَنا التِّي كان يريحُها السَّريرْ .. وقُدرتنا على التمييزِ بينَ النُور والعتمةِ : و" أعينُكم " قد اقتلعَت من جغرافيا المكانْ .
فاصل .. يُلصقونَ على أبوابِ العمائرِ والبيوتِ أرقامَ كثيرة ، لتذكّرهَمُ المدينةُ أنَّهُم .. محضُ مكرّرين في خضّم هذا الهباء .. لأجلِ أن يفهَمُوا أنَّ الفريدَ الوحيدْ .. هُو ذاكَ الشّريدُ في آخر الزّقاقِ .. الذِّي لمْ يملكْ بيتاً بعد .
نافذة .. سافرنا كُلّ مُدن العالم . واخترنا أبعدَها لنبني عليهِ كوخَنا وحينَ لم نجِد من الخشبِ ما يكفِي مددتَ ساعِدك فانتصَب الكوخ . أنجبنا أطفالاً لا يُشبهونَ سوى الصُّدفة التِّي جمعَتْنا . تشاجرنا بعضَ الشّيء . وبّختُكَ مرَّة على تركِك صنبورَ الحمّامِ مفتوحاً . التقطنا لأنفسنا صورةً واحِدة علّقناها بصدرِ المنزِل .. كُنّا فيها جميعاً مُلوّين ظُهورنا . كَبُر الأطفال . شخنا معاً . هرمنا . بكيتُ مرّة .. سحبْتَ ساعِدك من سقفِ الكُوخ لتحضنني .. ولا أحدَ منَّا يذكر ما حصلَ بعدها .
تفاضل .. تكامل .. - ماذا لدى الآخرين ؟ لديهُم الجدران . لديهم الأسرار . لديهُم أصابِعُ يربطُون عليها الرّتائم باتت تلزمُهم بعدَ أن انتظَمُوا على تمارينِ النّسيانْ . لديهُم أسماءُ لا تدقّ مساميرَ العطشِ في حناجرهم . . لديهُم شبابيكُ تتبادَل النِّكاتَ والتّحايا مع الغرباء والسّرابِ والشّمس . لديهُم كتُب فارغة كثيرة . لديهُم أقلام ملآى أكثر . لديهُم قصص كاملةٍ يذّخرونها لصغارهِمْ . لديهُم مكنسةٌ ليلمُّوا شظايا ما يُكسُّرونَه آنَ كُلّ غفلة . لديهُم وسائِدُ تحفظُ إحداثياتِ رؤوسهم وتجيدُ قراءة خريطة التَّعب . لديهُم حُلم في أن يُبحروا . ليس لديهُم حلمٌ في أنْ يعودُوا على الإطلاق . لديهُم الجُرح الذي سرعانَ ما يتحوَّل إلى ملهاة . لديهُم الألحانُ التِّي لا تخزُيهم والمقطُوعات التّي لا تبيعُ أصواتهم غيلةً . لديهم العِطْرُ الذي لا يعلقُ بهدبِ الوقتِ طويلاً . لديهم منفضة ومدفأة وجَدّة وقليلٌ من وحدة .. قليلٌ بما يكفي كي يستقيمَ عُود حُزنهم . لديهم ضيوف ما بعد العصر والأحاديث التّي تعصرُ الصّدق من رقبتِه فيموت مختنقاً على طاولة الطّعام فيشربوهُ مع قهوتهم دُون أن ينتبهوا . لديهم الغربالْ . لديهم الاحتمالاتُ والاختياراتُ وحُرية الصّدود . لديهُم المرآة وهواتفُ تسعلُ طوال الوقت . لديهُم دلاء مليئة بالسُّلوانِ إذا ما باغتهُم نضوبُ المدينة . لديهُم الملعقة والسُّكر والفنجان .
- وأنتُم ؟ = لدينا الصّوتُ الطّاعنُ في القلب . لدينا الوقتُ الذي يحتاجُ عكّازاً ليقطَع الشّارعَ كُلّما صمتُّم . لدينا كراسٍ مُحدودبة الظَّهر تتشنَّجُ حينَ نرتخي عليها لنشربَ شاينا دُون أن نشرقَ بعطشكم . لدينا الطَّاولاتُ التي تتهجؤُ عطرَ أيديكم . لدينا الإخفاقُ في مخاتلةِ شهوةِ الهروبِ والقحطُ المتلبّسُ عنوةً مقابضَ الأبواب ومرارة الصَّبر على أفواهِ شوقنا . لدينا فواتيرُ الهواء الذي لم نتنفسّه سوية . لدينا السّكينُ الذي علقَ بقصيدتنا فـ نقلتْها الألسنُ من باب التّشفي وكتُب لها الخُلود . لدينا ما اقترفَهُ السّيلُ في حقّ جنائِن صغار رغائبنا . لدينا دوامة من الأوراقِ والكلام الذي رغبَ عنهُ أهلُ هذا العالم . لدينا النّظرة التّائهة وسطَ الحُشود لا تهتدي إليكم . لدينا بريدُ الدَّم وهُو يُغادِرنا إليكُم . لدينا ما ليس لديهم - علينا أن نُقرّ - .. لدينا القُدرة على أن نتجاهَل على بُعد كم ميلٍ وجيل يربضُ آخر الطّريق .. نتجاهُل ذلكَ كُلّه .. ما همَّنا آخر الطريقُ ما دُمنا سنصِله رفقتكم .
مفتاح .. قُبلتُنا التِّي وصَلتْ مُنهكةً من رحلةِ الضَّوءْ . صارتْ تُدرك جيداً بألّا شيءَ يفوقُ سرعةَ العتمة .
ـقـــفْــــل .. كـ طوابع البريد . حين ستجرِّبُون اقتلاعَنا من دمائكم . تعودُ كُل الرسائل إلى صدركم بعد أن تلفظها الجِهات . ونصيرُ نحنُ غير صالحينَ للاستعمال كرة أخرى . . | |
|
| |
دموع عضو ذهبي
عدد الرسائل : 4825 الموقع : في قلب فاتنه اسرتني وانستني كل ما يدور حولي من احزان العمل/الهوايه : الهوايه: المطالعه ورياضة المشي المزاج : حسب الضروف بينات شخصية : قد لا اكون..الاذكى
قد لا اكون..الابرع
ولكن اذا جائني المهموم..اسمع
واذا ناداني صاحبي لحاجه..انفع
وحتى اذا حصدت شوكاً فسأظل..
للـــــــورد ازرع
واذا مــا كان الكون واسعاً لكم..
فــــأن قلبـــــي اوســـــــع... نقاط : 40711 تاريخ التسجيل : 15/10/2010
| موضوع: رد: ساعي الوريد .. وكذا اشياءُ أخرى ~ 10/5/2011, 13:51 | |
| رائع ما ارتشفته العيون فكل حرف يوزن بماء الذهب طوبا للحرف يختال في راحتيكِ استمري بوحك يتسلل الى الاعماق زهرة البيلسان الراقيه دمتِ متألقه اينما حللتِ.. | |
|
| |
طاغية حد السمآ
عدد الرسائل : 28 العمر : 33 الموقع : حيث يريد الله .. العمل/الهوايه : القراءة والهدوء المزاج : حسب أفعال الناس وأقدار الخالق بينات شخصية : قألو أعِر نفسكـَ لـ النآس
ولكن أعطِي نفسكـَ لـ نفسكـَ
وهكذآ منطق الحكيم يكون ...!
شعور الإنسان إزاء نفسه بأنه
يحترم نفسه رأس مال كبير.
منطـق غـريـب ..
أنا لستُ كـَ أي أحد
فقط أنا مثل نفسي
نقاط : 24727 تاريخ التسجيل : 10/05/2011
| موضوع: رد: ساعي الوريد .. وكذا اشياءُ أخرى ~ 10/5/2011, 14:12 | |
| لا أدري ان كانت خرائط البشر تتسع لِ كل ماذكرتي
زهرة البيلسان
نقل مميز .. جزل الشكر لشخصك
| |
|
| |
رحيق الزهور عضو ذهبي
عدد الرسائل : 12087 العمر : 34 الموقع : في قلب دفاتر القمر العمل/الهوايه : السباحة والتنس وكتابه الخواطر المزاج : عادي بينات شخصية : سأظل أحبكـــ فى صمت
وحين تخبرنى بحبك لغيرى
فسأهبك دعواتى
وسأكثر لأجلك صلواتى
أن تسعد بحبكــ ولا تشقى شقائي
وسأذهب الى تلك الشجره التى زرعتها لك بداخلي
رغم سقوط أوراقها ..... ورغم جفاف جذورها
ورغم الخريف الذى دب فى أوصالهــــا
ستظل ونيسي ودفئي فى البرد
وستظل حياتى برغم الموت
لكني سأبقى أحبكـــ فى صمت!!!
نقاط : 63419 تاريخ التسجيل : 15/08/2009
| موضوع: رد: ساعي الوريد .. وكذا اشياءُ أخرى ~ 12/5/2011, 07:29 | |
| زهرة ابدعتي
بما تفوه به قلبك
يسلمووووو يا غالية
بتمنالك حياة سعيدة
طحبتي لك | |
|
| |
زهرة البيلسان عضو فضي
عدد الرسائل : 1097 الموقع : حيث أنـــــا العمل/الهوايه : طالبة ....... بينات شخصية : اذا التاريخ سماني فلسطينية ,,فمن في الأرض يجرؤ أن يتحداني..
ان كان العالم بأسره ضدي ,,فأنا فلسطينية أعشق التحدي.. نقاط : 29498 تاريخ التسجيل : 09/07/2010
| موضوع: رد: ساعي الوريد .. وكذا اشياءُ أخرى ~ 12/5/2011, 12:29 | |
|
دموع الرائعة
شكرا لحضورك الذي يسعدني
| |
|
| |
Rana عضو ذهبي
عدد الرسائل : 7920 الموقع : مكان اكثر من رائع..قلب سوزان صيداوي دبيني العمل/الهوايه : سرقه قلوب الناس المزاج : هائجه كما الامواج..وهادئه كما سكون الليل..ومن يفهم جنوني هم من ثاروا بأمواجي وجربوا هدوئي بعد عاصفتي..جنون انثى بينات شخصية : صفحتي على الفيس بوك:
https://www.facebook.com/pages/%D9%85%D8%A7-%D8%AD%D8%AF%D8%A7-%D8%A8%D9%8A%D8%B9%D8%A8%D9%8A-%D9%85%D8%B7%D8%B1%D8%AD%D9%83-%D8%A8%D9%82%D9%84%D8%A8%D9%8A/200229229990268?ref=ts
****
https://www.facebook.com/pages/%E3%83%83%E1%83%A6-%E3%83%83%E1%83%A6-%D8%A3%D9%86%D8%AB%D9%80%D9%80%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%80%D9%80%D8%B4%D9%80%D9%80%D8%B1%D9%82-%E3%83%83%E1%83%A6-%E3%83%83%E1%83%A6/425604564174778?ref=hl نقاط : 51736 تاريخ التسجيل : 18/11/2009
| موضوع: رد: ساعي الوريد .. وكذا اشياءُ أخرى ~ 13/5/2011, 12:23 | |
| زهره البيلسان
رأيت الابداع بأم عيني
راق لي طرحك وسررت لوجودي هنا
اشكرك
| |
|
| |
عيون الصبا عضو متميز
عدد الرسائل : 858 العمر : 30 الموقع : دفاتر القلوب العمل/الهوايه : طالبة المزاج : فتاة الزهور ~ مزاجي عطر بعطر زهرتي ... وجمالي كجمالها ... واكتسي بنقاء حبها .... فهي أنا وأنا هي~ بينات شخصية : اذا كان الحب كلمات ..
فلن أسكت أبدا...
واذا كان الحب عثرات ..
فهنيئا لي بها...
واذا كان الحب مبارزه ..
شنت السيوف والرماح...
واذاكان الحب أشعار ..
فمن الأن اقولها سيرى الورق مني الويل...
ولكن أن كنت أعلم أن الحب مشاعر صادقه ويسقط فجأهـ ..
فيا زمن أمتعنا بالحب ...
فجأهــ~
نقاط : 28271 تاريخ التسجيل : 03/10/2010
| موضوع: رد: ساعي الوريد .. وكذا اشياءُ أخرى ~ 13/5/2011, 16:37 | |
| رائع ما قدمتيه طرح راقي سلمت يمناك كل الود لقلبك وقلمك | |
|
| |
زهرة البيلسان عضو فضي
عدد الرسائل : 1097 الموقع : حيث أنـــــا العمل/الهوايه : طالبة ....... بينات شخصية : اذا التاريخ سماني فلسطينية ,,فمن في الأرض يجرؤ أن يتحداني..
ان كان العالم بأسره ضدي ,,فأنا فلسطينية أعشق التحدي.. نقاط : 29498 تاريخ التسجيل : 09/07/2010
| موضوع: رد: ساعي الوريد .. وكذا اشياءُ أخرى ~ 14/5/2011, 19:38 | |
| | |
|
| |
| ساعي الوريد .. وكذا اشياءُ أخرى ~ | |
|