انشودة الطفل

من ذا الذي سيكتب عذابات غزة، وأي عدسة تستطيع التقاط آلامها، العدسة لا تلتقط اسرار بريق الاعين النازفة والاجساد الممزقة، ورائحة الدم، ولهاث الجرحى وزفرات الروح وهي تتصاعد الى السماء، وارتطام الموت في لحم الجسد. والقلم لا يستطيع مجاراة السرعة الضوئية للغضب، لو كان طفلك بينهم كنت اكتشفت لغة جديدة حروفها من رحمة السماء ونقاطها من غضب رباني وكلماتها موسوعة للحزن المرعب لا تنفد. لو كان للفضائيين وللفصائليين اخ اب ام هناك، لتغيرت الكلمات والنظرات والشعارات.
ها أنا ذا أبحث عن حروف جديدة على مقياس غزة، واطفالها، وناسها، وارضها، ومبانيها، يتودد الي حرف القاف، فيه القهر، وفيه القتل، وفيه القنبلة، وفيه مع الاسف قمم هنا وهناك لم تنج طفلا من هلاك، ماذا دهاك؟ ارفض حرف القاف، واستبق منه قاف القهر. يأتيني حرف الحاء، حرف الحرب وحرف الحزن وحرف الحرق والحقد، لكن فيه مع الاسف حاء الحب وحاء الحل السلمي وحاء الحل الحربي. فانبذه واستبق منه حاء الحزن.
فيا طفل، اهمل كل حروف الجر الى الوهم السلمي، واهمل كل حروف النصب القممي، واركل كل حروف الرفع الى الامم المتحدة، وحروف الدفع لاثمان اللحم والدم. لا غيرك يا حرف الضاد يليق بغزة، سنعلم هذا الطفل جدول ضرب، لا غيرك يا حرف الضرب وحرف ضمير الكون الميت وحرف الضد. هو ذا انت يا حرف الغد وحرف الطفل. كن طفلا ضد العالم، وضميرا غائبا للشهيد للطفل والجريح المقيم. واسحق هذا الكون الظالم. وكل شعارات الشفقة، واسأل كيف تحول طفل الى متراس، وكيف تحول طفل الى كيس رمل ليحمي الخندق، وكيف تحول طفل الى اهداف؟ فارضع من ضاد تجللها انظمة العجز وفصائلها، حزبا حزبا، هي ضاد الضد، وضاد الرب، فالعالم من حولك كاذب
فأنت ان فاوضت مت
وان قاومت مت
حتى إن استسلمت مت..
فاختر موتا آخر.. موت الضد.

صرخات

ظهرت لنا على شكل كلمات

من القلب نابعات

ما اروع تلك النبضات

لك الله يا غزه لك الله

سلمت يداك اخي الاحمد

رائعه كانت كلماتك

تحياتي الك من القلب اختك ..

مـــــــــلاك