رساله مختلفه جدآ

هذه الرساله قرأتها منذ زمن ولا زلت أحتفظ بها أعجبتني وأنا أشعر بأنها تحكي وتعبر عن الكثير منا أرجو أن تنال أعجابكم



الى رجل يحتفظ بالنسخه الأصليه مني..
بالأمس طرق الحب بابي ..لم أفتح له..ولم ينتظر طويلآ..كان على موعد مع عشاق العالم ليحتفلو به..
فمضى اليهم..وبقيت أنا وحدي..في انتظار عام آخر يطرق فيه لحب بابي فأفتحه له وأنت معي..

سيدي البعيد جدآ من موقعي ..
القريب جدآ من أعماقي..
لا أعلم..هل تضخم بي الحزن فأصبحت أكبر من الوجود ؟
أم ضاق بي الوجود.. فأصبح أصغر من حزني ؟

النتيجه واحده يا سيدي..
فبقعة الأرض هذه.ما عادت تتسع لي .فبقعة الأرض التي كنت أقف عليها..أصبح الآن تقف علي..
والحمل أكبر من الكتابه..والحمل أثقل من التنفس..وحاجتي الى التنفس جعلتني أبحث عن وطن يكظ بالهواء..
وطن يمنحني الحياة بلا حدود..وطن يعيد الأرض الى قدمي..ويعيد قدمي الى الأرض..
وطن يجعلني فوق الأرض..
ويجعل الأرض تحتي رحبه واسعه كأحلام طفولتي..وأظنك ذلك الوطن.. أو هكذا يخيل الي..أو هكذا تمنيت دائمآ ..

وليس كل ما تمنيته منحتني اياه الحياة..بالرغم من أني منحتها الكثير مني..ظننتها ستشبهني..ستقلدني في العطاء..
لكنها خذلتني..سرقتني ..وأخذت كل شيء ولم تمنحني أي شيء..عفوآ..لن أكون جاحده.

لقد منحتني الحياة الكثير الذي لا أحصيه..
نعم..منحتني الكثير..لكنني لم أشعر يومآ بما منحتني أياه الحياة..ربما لأنها كانت تمنحني ما لا أحتاج اليه..فلا أشعر به..
أو ربما لأنها أعتادت أن تمنحني الأشياء بعد أوانها..فكانت تصلني الأحلام كالفاكهه الذابله التي فات أوان قطفها
فبقيت بلا طعم..ولا نكهه..ولا رائحه..وهكذا هي الأحلام التي تأتي بعد أوانها..

قيا وطني..من أين أبدأ ؟
من البدايه التي ما عدت أذكرها ؟..أم من النهايه التي لا أريد أن أذكرها ؟.
فأحيانآ..تتشابه بداياتنا ونهاياتنا حد الملل ..فيا سيدي أجبني من أنا ؟؟؟

وعلى أي المحطات أقف الآن ؟
ولماذا أقف الآن في أنتظار معجزة تعيدني الى الحياة.. أو تعيد الحياة الي ؟

لا تندهش لسخافة سؤالي ..فأنا أضعت أنا ..وجئتك أبحث عنها..
عن "أنا" ..عن ذاتي ..ليقني أني لن أجد نفسي الحقيقيه الا لديك..فأنت أصولي وجذوري..
فأعماقك هي صندوقي الذي أخبئ فيه كل ما أخشى عليه من الأيام..وذات يوم خبأت نفسي الحقيقيه فيك..
نفسي التي تشبهك وتشبهني..وغادرت النفس الأخرى..التي تشبههم ولا تمت لك أو لي بصله..


كنت سعيده بهذه النفس..لقدرتها الفائقه على التأقلم مع عالمهم التافه..وأجد دوري ببراعه..وكثيرآ ما صفق لنفسي
بيني وبين نفسي..لكنني الآن أشتاق الى نفسي الحقيقيه..تلك النفس التي خبأتها فيك..
فجئتك وفي داخلي رعب الدنيا كله..أن تكون فتحت لهل أعماقك ذات ليله بارده وأطلقت سراحها منك.

ترى
هل ما زلت تحتفظ بي ؟..هل ما زلت تحتفظ بالنسخه الأصليه لملامحي ؟
أشتاق الى ملامحي القديمه ..فهل سأراها في مرآتك؟
خدعتني مراياهم كثيرآ يا سيدي ..منحتني وجهآ ليس وجهي ..وجسدآ ليس جسدي ..وأحلامآ ليست أحلامي ..
تضخمت في أعينهم في الوقت الذي كنت أتضائل فيه في عيني

وسافرت
وسافرت في كل القلوب..وكنت أترك في كل قلب حلمآ ناقص النمو..وأرحل..أغادر أعماقهم متسلله كاللصوص..
وأحرص حرصآ تامآ على أن لا تبقى فردة الحذاء الذهبي خلفي..كي لا تعيدهم الى عالمي الذي لا يتسع الا لك..

أرحل بحثآ عن حكايه جديده..
حكايه مختلفه في فصولها وطقوسها وتضاريسها..لكنني أكتشف أن الحكايات تتشابه..وأن الفصول تتشابه والتضاريس تتشابه..
الا الأحساس..
وحده الاحساس يا سيدي يبقى مختلفآ كبصمات الأنامل ..وحده الأحساسيبقى مختلفآ كأختلاف الوطن على بقاع الأرض
كأختلاف فصول السنه..كأختلاف أيام العمر..كأختلاف نوايا البشر..كأختلاف الأشياء التي لا تتشابه أبدآ..

فعشت سنوات أبحث عن ذلك الاحساس المختلف..لكن ذلك الاحساس لم يأت بعد..وربما لن يأتي أبدآ..
وهنا تكمن مرارة اليقين! اليقن بأن القادم لن يكون لن يكون أفضل ولن يكون أجمل ولن يكون مختلفآ..
وأنك وحدك الشيء المختلف..الذي لا يشبهه في قلبي أو حلمي أو خيالي شيء..

فيا سيدي الوطن ..يا وطني السيد ..
نمت طويلآ..نمت عميقآ..وأستيقظت بالأمس ..ولا أعلم لماذا أستيقظت..وأي صرخة قاسيه للواقع أيقظتني..
وزلزلت أحلامي..واذا بالوجوه ليست بالوجوه واذا الأصوات ليست هي الأصوات..
واذا الأماكن ليست هي الأماكن..ولا الأحلام هي أحلامي ..ولا الزمان هو زماني..
ولا أنا التي يعرفونها ..هي أنا التي أعرفها أنا ..وتعرفها أنت..

فجأة..
شعرت يا سيدي بأنني خارج نطاق الزمان والمكان والأحلام..
وبأن أحلامي كانت ضربآ من الوهم والجنون والشقاء..والغباء..
فذات يوم يا سيدي كنت سيدة الحلم في عالم بنفسجي اللون ..مخملي الملمس ..
ذات يوم ..كانت لدي قدرة الحلم بالمستحيل الجميل..فحلمت بما لم تحلم به أنثى قبلي..

حلمت أن أكون سندريلا في زمن تشابهت فيه مقاسات الأحذيه
وحلمت بأن أكون صاحبة الضفائر الطويله في زمن كثر فيه الشعر المستعار
وحلمت بأن أكون حورية البحر في زمن غدر فيه البحر البحار
وحلمت بصندوق الدنيا في زمن أصبح العالم فيه قرية صغيره..أصغر من الصندوق
وحلمت بطاقية الأخفاء في زمن تعرى فيه كل شيء حتى أعماقهم
وحلمت بالبساط السحري في زمن الطائرات السريعه
وحلمت بمصباح علاء الدين في زمن فقدت فيه شهية الأماني والتمني..

مارست كل أنواع الأحلام المستحيله يا سيدي..
تضخمت بالأحلام قدر أستطاعتي ..ولم أدرك الا بعد فوات الأوان..أن للأحلام عمله تدفع من رصيد العمر..
فما أبهظ ثمن الأحلام يا سيدي..فبعض الأحلام لا ينضب الا بنضوب العمر..
ولا أعلم كم تبقى في رصيد الأحلام..وكم تبقى في رصيد العمر..وأيهما سيعلن افلاسه قبل الآخر ..

فيا سيدي الحلم.. هل تعلم ؟
أنك الحلم الذي دفعت ثمنه من رصيد سنواتي ..وأعلنت افلاسي من الألم والأحلام بعدك..
وكل الأحلام التي عشتها بعد رحيلك كانت بلا ثمن..فهل أدركت الآن من أنت؟
من تكون ؟..وأين موقعك فوق خارطة قلبي ؟..وما حجم وجودك فوق خارطة أحلامي ؟

ترى..
هل من الغباء أن أتسائل الآن عن هويتك وشهادة ميلادك..وأوراق انتسابك الي وحجمك بي ؟
هل من الغباء..
أن أتراجع الآن بعد أن قطعت كل تلك المساحه المضاءه نحوك ؟
هل من الغباء أن أعاود اطفاء الأنوار حولك..والبحث عنك في الظلمه من جديد ؟
ربما ..فبعض الغباء رداء لما لا نريد الكشف عنه..

رســآله رآئعهـ ... وفيــ داخلهــآآ شوقٍ ومحبـــهـٍ ..

**~ شجن~**

كلمــآآت رآآآئعهـ .... سلمـــت يدآكـيـ.

تحٍ ـيتيــ ..!