تعددت الدراسات الإدارية وإختلفت ولكنها جميعاً إحتفظت بإطارها فى غرس المفاهيم التى تجعل منك قيادياً ورئيساً ناجحاً مع توضيح السمات الشخصية للقيادى ..... ولكن لم تقدم هذه الدراسات سوى بعض التلميحات على إستحياء لمواصفات بعض الكوادر الإدارية الأخرى وغفلت تماماً كيف يكون المرؤوس الناجح .. فحتى تكون مرؤوسا ناجحاً يتطلب ذلك توافر بعض المعايير والمواصفات الخاصة التى تمنحك التواصل بشكل جيد مع رؤساءك فى العمل وقياديك .
من المؤكد أنه ترسخ فى أذهاننا جميعاً كطبيعة بشرية الرفض التام لفكرة السلطة المتمثلة على مستوى الأسرة فى الأب والأم والأخ الأكبر والزوج وعلى مستوى التعليم فى المدرس ... وعلى مستوى العمل فى صاحب أو مدير العمل .... فترسخت الفكرة الرافضة لهؤلاء الذين يمثلون السلطة فى حياتنا دون أن ندرى ‘ وتعاملنا مع الأمر من هذا المنطلق الذى يشوه دائماً تلك العلاقات ويضعها فى منطقة التوتر الشبه دائمة مما يسفر عنه تولد حالة من الصراع الخفى بين الطرفين ..القيادى الذى يحاول دائماً إثبات قدرته السلطوية .. والمرؤوس الذى يعلن الطاعة ويخفى حالة التمرد التى تنتابه مع كل مهمة توكل إليه من قياديه .. لذا يتطلب الأمر مزيداً من الأبحاث والدرسات التى تحاول ترجمة هذه الحالة وتقييمها على المستوى الإنسانى من خلال الدراسات الإجتماعية .. والمستوى النفسى من خلال دراسات علم النفس الإدارى .. والمستوى المهنى من خلال الدراسات الإدارية .. وذلك للقضاء على هذه النظرة المشوهة التى تعكر صفو الحياة المهنية .. وتبدل النظرة الكارهة لأى منا كل يوم عند الذهاب الى العمل ...
وبالتالى عليك عزيزى المرؤوس أن تبدأ أنت أولاً بتصحيح مفاهيمك الرافضة وتغيير نظرتك المسبقة والمتحفزة دوماً ضد مرؤوسيك وبدلها بنظرة الرضا فهذا وضع طبيعى جداً فى كل المجتمعات ولكن يختلف التعامل معه وفقاً لكل مجتمع .. حيث تتولد حالة الرضا دائماً فى المجتمعات المتقدمة التى يؤمن كل أفرادها بأن لكل دوره الهام فى بناء الهيكل التنظيمى للعمل الذى يفخر به دون النظر إلى أن هناك رئيس ومرؤوس فالكل متعاون ومشارك فى إنجاح العمل من خلال دوره وتكامله مع أدوار الآخرين
حيث تنعدم النظرة الرافضة والنظرة الذاتية المحضة وتحل مكانها الرغبة الحقيقية لنجاح العمل ككل الذى يرى نجاحه الشخصى من خلاله .. حيث ينصهر الجميع فى منظومة متكاملة رغبتها الأولى والأخيرة تحقيق النجاح
الذى شارك فيه الجميع .. فالعمل هو القيمة السامية لديهم فلما لا نتبع نهجهم الإيجابى فى هذه الفكرة ..
فهذه دعوة حقيقية لتصحيح مفهوم قد يعنى الكثير والكثير فى تعديل النظرة الغير حضارية بين كيانين يقع عليهما عبء ومسئولية النهوض بالصرح الإدارى للعمل .