أحلم أم حقيقة
قاربت الساعه الواحده صباحاً أدركني النوم أخيرا ً ذهبت للفراش ونمت كالعادة .
هذا شيئ طبيعي أما غير الطبيعي هو أنني أستيقظت من النوم بعد ذلك فوجدت نفسي في مدينه
عجيبه وغريبه رائعه الجمال فيها الهواء نقي عليل وأخضرار الشجر ليس له مثيل فتشعر بسعادة
لاتوصف وحب جارف لا يتوقف , فتسألت أين أنا ؟ وما هذه المدينه وأين تقع في العالم؟
هل يعرفها الآخرون؟
تكاثرت الأسئله في ذهني وفجأة رأيت ناسها يتمشون في شوارعها الخاليه من المركبات ومن حولهم الحيوانات بكافه أشكالها البرية والأليفه .
أسرعت لسؤال أحدهم. بالله عليك قل لي أين أنا؟
أجاب أنت هنا في مدينتك.
قلت لكن هذه أول مرة أراها وأنا من كوكب الأرض هل هذا المريخ أم عالم آخر؟
أجاب لا هذا ولا ذاك هذه الأرض الثانيه
قلت هل يوجد أرض غير التي أعرفها؟
أجاب: نعم.. وهنا قاطعنا صوت من السماء لقد حضر ملك الملوك ..
تجمع الناس بلمح البصر وبسرعه الصوت وربما أكثر وهنا كان العجب الأكبر
سطع نور عظيم وفاض حب ملء الكون منه وسمعت ألحان موسيقيه لم ولن يستطيع البشر تلحينها
تدخل القلب وتسر الخاطر وتبهج النفوس ثم تصاعدت ترانيم وتسابيح لتمجيد الملك..وسجد له كل من في المدينه , و بلا شعور سجدت أنا أيضاً لعظمه هذا المشهد الرائع.
سجد الجميع حباً وليس خوفاً من جبروت, هذا لا وجود له في مدينتهم .
سمعت صوتاً ينادي يا بني ... رفعت رأسي لأنني شعرت بأن النداء لي.. أنا يا سيدي
أجاب الصوت : أجل أنت ماذا تفعل هنا ؟
قلت : لا أعرف يا سيدي لقد وجدت نفسي فجأة عندكم .
الصوت هدر مثل الرعد قائلاً: أنظر ألا ترى أنك مختلف عن الجميع
وهنا أنتبهت بأن الجميع كان بزي واحد ( ثوب ناصع البياض) أما أنا كنت مرتدياً لباسي العادي
فقلت له هل أذهب وأبدل لباسي ثم أرجع لهنا..
قال ضاحكاً: حتى لو لبست لباساً أبيض لن يكون مثل هذا البياض.
فقلت: المعذرة سيدي لماذا؟
قال: بكل حب وحنان يا بني هذا البياض من الداخل وليس من الخارج فالخارج يعكس ما في الداخل
هنا حزنت كثيراً لأن داخلي كان ملوث مثل ماء المجارير النتنه وتفوح مني رائحة كريهه.
قال الملك سوف أعطيك فرصة كما أعطيت من قبلك لكل البشر أذهب ونظف داخلك وترانا جميعاً
في أنتظارك .
فقلت أنت يا سيدي تنتظرني ....
أجاب بكل حنان أجل يا بني فأنا أنتظركم جميعاً منذ زمن لقد أعددت لكم أرضاً وسميتها الفردوس..
هنا عرفت أين أنا وما هذه السعادة وهذا الحب العظيم بين الجميع..لذا ما كنت أريد أن أتركه لحظة.
قال لي هيا يا بني عد لموطنك ونظف نفسك ..
فقلت بسرعه سيدي كيف أنظف نفسي ..
قال: عندك الكتب السماوية والمرسلين وعلى رأسهم أبني الحبيب .
هنا دق جرس المنبه فقت من نومي مذعوراً ومندهشاً من هذا الحلم فقلت الحمد لله أنني عائش ..
وهرعت مسرعاً أرتدي ملابسي وأطهو قهوتي لأذهب لعملي بدون تأخير..
وضعت ثانيه بين مشاغل الحياة ولم أعد أتذكر المنام أو الوحي ونسيت تنظيف نفسي .
أخوتي لا تنسوا أنفسكم بين مشاغل الحياة وهمومها تذكروا تنظيف داخلكم للسعادة الأبديه.
تحيات أخوكم بالرب
م: سمير روهم