الصديق
يحكى في قديم الزمان كان رجل غني تاجر يشهد له فكان له أبن عاق لا يسمع نصح والديه
فكان يسهر كل يوم مع رفاقه ولا يعود للبيت حتى ساعات الصبح .
لقد سعى الأب كثيراً مع أبنه بترك رفاق السؤ, فكان يقول هؤلاء أصدقائي يا أبي ولن أتخلى
عنهم فهم يكنون لي الحب ويقدرون الصداقة.
قال الأب : يا ولدي هم رفاق المال الذي تبذره عليهم وليس لأجلك.
قال الأبن : لا هذا ليس صحيح فهم سيضحون لأجلي .ثم أليس لك أصدقاء؟
قال الأب : نعم لدي واحد فقط
قال الأبن: لكن أراك تتسامر وتسهر مع الكثير من أهل الحي.
قال الأب: هؤلاء لتمضية الوقت وليسوا بأصدقاء ويعرفون ذلك
تأفف الأبن وأنصرف قائلاً أنا حر بحياتي وبرفاقي.
كالعادة في ساعات الفجر دخل الأبن الدار شاهد والده محتار ويده ملطخة بالدم
سأل الأبن ماذا حصل يا أبي
الأب لقد قتلت رجلاً كان ينافسني بالتجارة ولا أقدر على دفنه لوحدي هيا أذهب ودع أحد
رفاقك ليساعدنا فهو ثقيل وضخم كما ترى.
كان هناك جثة ضخمة ملطخة بالدم وملفحة بحرام أبيض. خاف الأبن كثيراً
قال لا دخل لي بما فعلت أنت القاتل وتصرف لوحدك.
قال الأب لو عرف الناس بما فعلت سوف تتدمر حياتك أيضاً وأسجن ويصادر كل مالي
فخاف الولد على المال أكثر من خوفه على والده .فوافق على الذهاب لطلب المساعدة من
رفاقه.مر على أولهم وفتح الباب منزعجاً ما الذي جاء بك الآن ألا تعرف أنني نائم
فقال: يا رفيقي أنا بحاجة لمساعدتك
قال له رفيقه: أكيد تحتاج لمال لتكمل سهرك فأنا لا مال عندي.
فقال له: لا أريد مالاً فعندي الكثير. بل بحاجة لمساعدتك في أخفاء رجل قتله والدي .
هنا أوصد الباب في وجه الشاب قائلاً أذهب لغيري لست ناقص مشاكل .
وهكذا مر على كل أصدقائه وتخلى عنه الجميع في ساعة ضيق .فعاد خائباً لوالده
سأله الأب أين هم رفاقك يا بني أو أصدقائك؟لم يأتي واحداً لمساعدتك؟
قال: لقد خاف الجميع وأغلقوا الباب في وجهي.ولا أعرف ما العمل
قال : الأب لا تخاف قلت لك لدي صديق واحد في البلد وتعرفه هيا أذهب لعنده
وقل له بأن والدي قتل رجل ويريدك أن تساعده في أخفائه.
ذهب الأبن مسرعاً قبل بزوغ الفجر وينكشف السر وطرق الباب
ففتح صديق والده الباب قائلاً خير يا أبن أخي؟
فقال الأبن : يا عم والدي يخبرك بأنه قتل رجل ويطلب مساعدتك بأخفائه
قال الصديق : قال أبوك دائماً يستعجل لقد قتلناه البارحه لما العجلة هيا نذهب.
أستغرب الأبن من كلام الرجل لقد قال والده بأنه هو من قتله.
وصلوا الدار.قال الصديق: أين الجثة حتى نخفيها بسرعة؟ .
فقال الأب: أولاً ألقي التحية يا صديقي لما العجلة.
قال الأبن: قبل أن يطلع النهار يا أبي وننفضح.
قال الأب : لا تخاف يا ولدي ليس هناك قتيل ولا جريمه فقط أردت أن تعرف من هو الصديق
لم يحضر أحد من رفاقك بل صديقي الوحيد وهذا هو الصديق وقت الضيق.
هنا عرف لما قال صديق والده بأننا قتلناه معاً أراد أن يحمل عن صديقه الضيق ويشاركه مصيبته .
قال الصديق: يا بني لا تمون الصداقة في الحانات ولا الطرقات بل تنقى بالنارمثل الذهب
قال الأبن: لقد عرفت الآن معنى الصداقة وسأتخذ لي صديقاً مثلكم وسأهجر هؤلاء.
قال الأب :أ دع يا والدي أبناء البلدة على الغذاء لعودة أبني لي ولنفرح بالصداقة الحقيقية
تحيات أخوكم بالرب
م: سمير روهم