دفاتر القمر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لغة القمر يتكلمها البشر فوق صفحات دفاتر القمر
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة وعبرة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




قصة وعبرة Empty
مُساهمةموضوع: قصة وعبرة   قصة وعبرة Icon_minitime22/7/2008, 11:35

حكاية جميلة من الأثر الصالح


يحكى أنه في القرن الأول الهجري كان هناك شابا تقيا يطلب العلم ومتفرغ له ولكنه كان فقيرالحال وفي يوم من الأيام خرج
من بيته من شدة الجوع ولأنه لم يجد ما يأكله فانتهى به الطريق إلى أحد البساتين والتي كانت مملوءة بأشجار التفاح وكان احد أغصان شجرة منها متدليا في الطريق ... فأخذت معدته تدفعه لاقتطاف تفاحة يطفئ بها لهيب جوعه، وحدثته نفسه أن يأكل منها واحدة ويسد بها رمقه ولا أحد يراه ولن ينقص هذا البستان بسبب تفاحة واحده ... فقطف تفاحة وجلس يأكلها حتى ذهب جوعه.


ولما رجع إلى بيته بدأت نفسه تلومه وتؤنبه، وهذا هو حال المؤمن دائما. جلس يفكر ويقول :"كيف أكلت هذه التفاحة وهي
مال للغير ولم استأذن منه ولم استسمحه!!". فذهب يبحث عن صاحب البستان حتى وجده فقال له : "يا عم بالأمس بلغ بي الجوع مبلغا عظيما وأكلت تفاحة من بستانك من دون علمك ودون أن أسألك وها أنا ذا اليوم أستأذنك فيها". فقال له صاحب البستان :"لا أسامحك بل أنا خصيمك يوم القيامة عند الله".

بدأ الشاب المؤمن يبكي ويتوسل إليه أن يسامحه وقال له : "أنا مستعد أن أعمل أي شي علىأن تسامحني وتحللني".وأخذ يتوسل إلى صاحب البستان وهو لا يزداد إلا إصرارا وذهب وتركه والشاب يلحقه ويتوسل إليه حتى دخل بيته وبقي الشاب عند البيت ينتظر خروجه إلى صلاة العصر. فلما خرج صاحب البستان وجد الشاب لا زال واقفا ودموعه تنحدر على لحيته فزادت
وجهه نورا غير نور الطاعة والعلم. فقال الشاب لصاحب البستان : "يا عم إنني مستعد للعمل فلاحا في هذا البستان من دون أجر باقي عمري أو أي عمل تريده ولكن بشرط أن تسامحني". عندها أطرق صاحب البستان يفكر ثم قال : "يا بني إنني الآن مستعد أن أسامحك ولكن بشرط". ففرح الشاب وتهلل وجهه سعادة وقال : شترط ما بدا لك ياعم". فقال صاحب البستان :"شرطي هو أن تتزوج ابنتي!".

صدم الشاب من هذا الجواب الغير منتظر، وذهل ولم يستوعب بعد هذا الشرط، ثم أكمل صاحب البستان قوله "... ولكن يا بني إعلم أنابنتي عمياء وصماء وبكماء،ومقعدة أيضا لا تمشي، ومنذ زمن وأنا أبحث لها عن زوج استأمنه عليها ويقبل بها
بجميع مواصفاتها التي ذكرتها، فإن وافقت عليها سامحتك".صدم الشاب مرة أخرى بهذه المصيبة الثانية وبدأيفكر كيف يعيش مع هذه العلة والعالة، خصوصا أنه لازال في مقتبل العمر؟ وكيف يمكنها أن تقوم بشؤونه وترعى بيته وتهتم به
وهي بهذه العاهات؟ أم هو الذي سوف يستوجب عليه أن يقوم على رعايتها ورعاية شؤونها؟ بدأيحسبها في نفسه ويقول : صبر عليها في الدنيا ولكن أنجو من ورطة التفاحة!".

وبعد أن اتخذ قراره توجه إلى صاحب البستان وقال له : "يا عم، لقد قبلت الزواج من ابنتك واسأل الله العلي القدير أن يجازيني على نيتي وأن يعوضني خيرا مما أصابني". فقال صاحب البستان: "حسنا يا بني، موعدك الخميس القادم عندي في البيت لوليمة زواجك وأنا أتكفل لك بمهرها وتكاليف الوليمة".

فلما كان يوم الخميس جاء صاحبنا الشاب متثاقل الخطى... حزين الفؤاد... منكسر الخاطر... ليس كأي زوج ذاهب إلى يوم عرسه بل كمن هو ذاهب يمشي برجليه لحتفه. فلما طرق الباب فتح له والد العروس وأدخله البيت فلاحظ مظاهر العرس والبهجة وبعد أن تجاذبا أطراف الحديث قال له : "يا بني تفضل بالدخول على زوجتك وبارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما على خير". وأخذ بيده وذهب به إلى الغرفة التي تجلس فيها العروسة. فلما فتح الشاب الباب رأى فتاة بيضاء أجمل من القمر قد انسدل شعرها كالحرير على كتفيها، فقامت ومشت إليه،فإذا هي ممشوقة القوام، وسلمت عليه وقالت : "السلام عليك يا زوجي". .... فوقف صاحبنا في مكانه وتسمر يتأملها وكأنه أمام حورية من حوريات الجنة نزلت إلى الأرض، وهو لا يصدق ما يرى ولا يعلم ما الذي حدث ولماذا قال أبوها ذلك الكلام ... ففهمت ما يدور في باله فذهبت إليه وصافحته وقبلت يده ومازحته قائلة : "ألا يرد زوجي السلام؟". فتمتم بالسلام معتذرا وهو لا يزال تحت الصدمة : "وعليك سلام الله ورحمته تعالى وبركاته". فقالت له : "ما قال لك والدي إلا حقا، إنني فعلا عمياء من النظر إلى الحرام، وبكماء عن قول الحرام، وصماء من الاستماع إلى الحرام، ولا تخطو رجلاي خطوة إلى الحرام،وإنني وحيدة أبي، ومنذ سنوات وهو يبحث لي عن زوج صالح، فلما آتيته تستأذنه في تفاحة وتبكي من أجلها قال أبي : "إن من يخاف من أكل تفاحة لا تحل له حري به أن يخاف الله في ابنتي" فهنيئا لي بك زوجا وهنيئا لأبي بنسبك".

وبعد عام أنجبت هذه الفتاة من هذا الشاب غلاما كان من القلائل الذين مروا على هذه الأمة.
أتدرون من ذلك الغلام؟ إنه الإمام أبو حنيفة
صاحب المذهب الفقهي المشهور. نسال الله أن يرزقنا وإياكم مثل تلك االتفاحة
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر
عضو فضي
عضو فضي



ذكر
عدد الرسائل : 1088
العمل/الهوايه : السباحة
نقاط : 29321
تاريخ التسجيل : 25/04/2008

قصة وعبرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة وعبرة   قصة وعبرة Icon_minitime22/7/2008, 12:41

قصه جميله اخي
بارك الله فيك



احترامي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




قصة وعبرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة وعبرة   قصة وعبرة Icon_minitime22/7/2008, 12:57

عمر كتب:
قصه جميله اخي
بارك الله فيك



احترامي

وفيك بارك الله أخي الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sweet-aloona
عضو ذهبي
عضو ذهبي
sweet-aloona


انثى
عدد الرسائل : 2763
العمل/الهوايه : كتابة الشعر والخواطر
نقاط : 33033
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

قصة وعبرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة وعبرة   قصة وعبرة Icon_minitime22/7/2008, 13:15

لم اتوقع ان يكون ذلك الطفل هو الامام

قصه بمنتهى الروعه اخي الغالي

سلم قلبك ويعطيك الف عافيه


اسمح لي بنقل القصة الى منتدى القصة والرواية

فهنالك انسب......

ننتظر جديدك



...لك مني كل الود...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://suuus.yoo7.com/
mison
عضو فعال
عضو فعال



انثى
عدد الرسائل : 460
العمل/الهوايه : قراءه
نقاط : 29360
تاريخ التسجيل : 25/04/2008

قصة وعبرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة وعبرة   قصة وعبرة Icon_minitime22/7/2008, 22:55

جميل جدا
قصة رائعه اخي
محبتي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




قصة وعبرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة وعبرة   قصة وعبرة Icon_minitime23/7/2008, 16:07

sweet-aloona كتب:




...














عفوا أختاه
بل الشكر كله لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




قصة وعبرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة وعبرة   قصة وعبرة Icon_minitime23/7/2008, 16:08

mison كتب:
جميل جدا
قصة رائعه اخي
محبتي

لا شكر على واجب
هذا لطف منك أختاه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة وعبرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة وعبرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دفاتر القمر  :: الدفاتر الأدبية :: منتدى القصة والرواية-
انتقل الى: