د.الاب ميشيل سابا (فلسفة الحجر )

فلسـفة الحجـر
ممالك الطين بادت ما لها أثرُ أو بصمـة ، مثلها ما ليـس يبتكـرُ ولا تواصلت الأجيال والفكرُ لابد تقتات من أسلافها البشرُ والصخر أبقى بما شحت به الذكر ؟ آثارنا ، بدعٌ في الأرض تستتر وإن نطقنا ، علينا دلك الخبرُ كسدرة المنتهى أعوامها عصر تبـدو الدنى دونها ذكـرى .. وتندثـر وينثني خجلاً إذ يسخر الحجر والدهر مهزلة أربابها القدر قد علَّم الكون أن الصخر ينتصر حي ، شهيدٌ ، خبير بالألى غدروا بالصخر منشغلٌ .. للذل مفتقر فلـم يـر مثله للموت مبتـدر حب الفراديس بالأوطان يختبر فكيف يهوى سماءً لم يرَ النظر ؟ إلاّ رماة الحصى بالحق قد جهروا ليلٌ يكر عليهم ما له قمر من شُوهت عنده الأفكار والصور فليس ينفع من أعدائه الحذر والقلب هاج له حقدٌ فما بصروا كما تُجرد من أصدافها الدرر نبع النضال بها ما أنجب البشر فالطفل قد غيبته في الثرى الحفر يا " درة الشرق " للأطفال مفتخر ما كل أن بدنيا الخلد تحتكر سُقيت قطراً على الأزمان ينهمر فليـس يجـديـك إلا النـار والحجـر فمن يجل جماداً ليس يُعتبر ؟ متى رأيت حصىً باهت به البشر ؟ رهط العدى ، هكذا يستعظم الحجر إذا استعان بهـا أبنـاؤهـا ظفــروا طفل الحجارة معقودٌ به الظفر يُدمي إذا ما تهاوت فوقه البشر أردى عتاة الورى من كان يفتخر بدء الهزيمة ، " مقلاعٌ " به حجر صخرٌ ، فأزبد ماء وانتهى الغمر والعقل ينقصه في فهمه خبر إن أشرق النور فالظلماء تنزجر حن إلى ميتة فارتجت الحفر فكيف قبل مشيب الرأس يحتضر ؟ وكل ذنب لدى الرحمن يُغتفر والسجن يوجبه للعاقل الفكر دهراً نواصلها ما أرج الزهر إذا استمرت عـلى ما كـان ينتظـر إلاّ فلسطين أرضٌ كلها حجر تفني الدنى بشظاياها وتنتحر مجرى الخلود ، وموتٌ ساقه القدر إذا تنفـس لا يبقـي ولا يـذَرُ	كوني انتفاضةَ دهر صاغها الحجر وشـماً ، على جبهـة التاريخ مغـرزه لولا الحجارة ما دامت حضارتنا فالمرء ما يغتذي ، والارث طعمته فكيف ننسى لأجداد مآثرهم ميراثنا ، حجر بالفن مخرجه إذ سكتْنا ، دوى من حولنا حجر مقدسات لنا لم يُفنها زمن موصولة بعُـرى الآباد من حقـبٍ مفاخر الموت ، ما أفنت جحافله شعب تمادى عليه الدهر مُرتجلا صلبٌ ، جليد ، له في صبره نعمٌ حرٌ ، شتيتٌ ، مقيمٌ ، أعزل ، نجد بالأرض ملتصقٌ .. للفكر مبتكرٌ حتـفٌ جهيزٌ لمن أغرى به كفنٌ يذود عن وطن رمزٌ لجنته من لا يحب بلاداً عاش من دمها إذا الضمير قضى لا شيء ينهضه دون الشهادة يومٌ لا حساب له أب يحاذر وشك الموت متقيا والمرء ليس موقى في محاذره أرابه قتلهم والنفس موجسة يجرد الابن من أحضان والده أم .. تفصل من ياقوتها درراً ثكلى ، تنوح فإن الموت فاجعها ما من معين على الاثكال يوم هوى سري بحزنك يا أم الذي قتلوا يا ثورة الفطرة المثلى براءتُها إن ذل شعب وساد الظلـم والبطـر فكم ركلنا الحصى هُزاءاً بأرجلنا تعاظم القدر ، ممن راح يقذفه إما فنوناً ، وإما رميةً ردعت لا تكسبُ الأرض إلاّ من حجارتهـا لا تستهينوا بمن أعمارهم زهر من أعرضوا عنه أمسى رأس زاوية طفل الحجارة " داودٌ "بطلعته أين السلاح ؟ وقد صالت فوارسه ؟ سلوا البحار لكم أخزى تلاطمها مستصرخٌ بدل الآراء موقفه رُب ادعاء سرَتْ في الكون كذبته مستقتلٌ أُودعت أكفانه جسداً هذا الترابي مخلوقٌ على أمل إبادة الشعب جرم لا اغتفار له قد هالني محبسٌ بالحر منشغلٌ لانصرف القلب عن حب انتفاضتنا تبـدو لعينيـك حـلا طال مـأملـه وكل أرض لها في تربها حجرٌ إن فجرت ، فصخورٌ من فتائتها أو اُهرقت ، فدماءٌ في تدفقها أو اسـتماتت ، فبـركان له حمـمٌ

د. م. سابا عربي سوري من مواليد اللاذقية عام 1946 . حائز على شهادتي دكتوراه واحدة في التاريخ الكنسي والأخرى في الأدب العربي . وهو أستاذ أصيل في جامعة البلمند في لبنان وراعي رعية بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذوكس .

كلمات جمييلة جداا
سلمت يداك غاليتي وعزيزتي
على الموضوع الجمييل جداا كباقي المواضيع طبعاا
تحياتي
&فتاة الاحلام&

فتاة الاحلام

اعجبتني هذه الكلمات جدا واحببت نقلها اليكم
فالقلم الذي خطها مقدس يملكه انسان رائع مقدس باعين الكثيرين

اشكر مرورك
سلم قلبك ويعطيك الف عافيه

...لك مني كل الود...

akter 7lwo Very Happy

» ميشيل وجورج
» نفى شجاره مع نيكول سابا حول المباراة
» العلم في الصغر كالنقش على الحجر
» لاتضع الاب توب في حضنك
» دور الاب في تحديد شخصية الطفل...