اليكم الحب

موضوع: اليكم الحب 21/1/2009, 16:53

اليكم

تختلف معاني الحب وتتعدد, لكنه يبقى شعور لا يُصف, يريك الصحراء بستان, يقويك على الشدائد, يجعل الإنسان متبسماً مبتهجاً, كُتب فيه ما لا يحصى ولا يُعد.
ولكن يأتي الحب بين الرجل والمرأة كنوع من أقوى معاني و أنواع الحب, هذا إن كان في صورته الشرعية, فشنان بين رجل وإمرأة لا تربطهما علاقة شرعية, وبين زوجين .
رميو وقيس
بلا شك في أنه لا يُذكر الحب بلسان رجل إلا وقد يقال له يارميو, وإلى المرأة يا جوليت, جمع
الحب رميو وجوليت, مثلما جمع قيس وليلى, وهم رموز يقتضي بهم كل حبيب وحبيبة,,,

لكنه ليس إلا اقتضاء بصورة نظرية فقط في ظل الطابع المأخوذ عن الحياة العملية بأعين
بعض من المحبين, فنجد تلك المقولة منتشرة بصورة كبيرة بين المحبين وبالأحرى المتزوجين "إن دخل الزواج من الباب خرج الحب من الشباك".

والحب أحد أهم عوامل إنجاح الحياة الزوجية, يحظى بأهمية كبيرة يدمج القلوب
ليصبح قلباًُ واحداً, ويدمج العقول ليصبح عقلاً واحداً, يزيل جميع العوائق بين
الطرفين.
وقد تختلف الأسباب التي تؤدي لافتقار الحب ونقصانه داخل الحياة الزوجية, تلك الحياة
التي تبدأ بحب وهيام وتتحول فيما بعد إلى حياة يراها البعض نظام يماثل انظمة المصلحة الحكومية لما تحكمها الجوانب الروتينية.
الحب والحنان

لكننا نجد الأفعال أكثر الدلائل على الحب, هي مجددات له بين الطرفين, فما فائدة
الكلمات وسط غياب الأفعال, ولكن هذا إن كانت الحياة في نطاقها الشرعي الذي شرعه الله تعالى, صدقاً مهما كان مقدار الترابط بين المتحابين فسيقوى ويزيد وستتفتح أبواب كثيرة ومعاني بالدخول للنطاق الشرعي وهو الزواج..
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم, ليرينا أعظم قصة حب عرفها التاريخ, تزوج
رسول الله من السيدة خديجة التي تكبره بخمسة عشر عاماً, أحبها حباً جعل ذكراها
بداخله حتى توفي عليه الصلاة والسلام.

الحب العملي
عندما توجه رسول الله صلى الله عليه و سلم مسرعاً إلى بيته من آثر رؤيته لجبريل
عليه السلام, لم يجد إلا زوجة تضمه إلى صدرها, تكسبه من العواطف والمشاعر
الدافئة المدعمة بكلمات التثبيت, هذا مالا يحدث كثيراً في بيوتنا, لكن يحمل العديد من الآثار الإيجابية بلا أدنى شك. حيث قالت حينها "الله يرعانا يا أبا القاسم أبشر يا بن العم و اثبت فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو إن تكون نبي هذه
الأمة و الله لا يخزيك الله أبدا انك لتصل الرحم و تصدق الحديث و تحمل الكل و
تقري الضعيف و تعين على نوائب الحق" .
وما يعكس حبها الشديد لرسول الله, الذي يظهر في حبها لما يحب, هو وهبها زيد بن
حارثة لرسول الله, ما زاد من محبتها بقلب رسول الله صلى الله عليه و سلم.

مفتاح القلوب
نستخلص بأنه لا يكمن الحب كقيمة في كلمات تقال, لكنها قيمة تكمن في أفعال تُفعل, فبمرور الوقت تصبح الكلمات اعتيادية مثالها كمثال أي كلمة تُقال, لكن تبقى للأفعال أثار لا يمحوها الزمان مهما طال.
أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة خديجة لاحتضانها له ووقوفها بجانبه
بأشد الأزمات, هذا ما جعلها بداخل قلب رسول الله , لا يمر وقت إلا وقد ذكرها
وأثنى عليها.

وقد ذكرت السيدة عائشة ذلك في قولها: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا
يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها فذكرها يوما من الأيام
فأدركتني الغيرة فقلت هل كانت إلا عجوزا فقد أبدلك الله خيرا منها فغضب حتى
اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال "لا و الله ما أبدلني الله خيرا منها آمنت بي
إذ كفر الناس و صدقتني و كذبني الناس وواستني في مالها إذ حرمني الناس و رزقني
الله منها أولادا إذ حرمني أولاد النساء.
حبيــبنا

بعد ما كُتب لا نجد سوى القول بأنه قد أوضح لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم طريق السعادة الزوجية, برهن لنا على أن الحياة الزوجية هي المقوي والمدعم للحب, وليست الحياة الزوجية هادمة الحب, فقد
امتلأت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته خديجة بحب دام خمسة وعشرون
عاماً.

ختاماً:
الحب قيمة كالذهب, لا يصدأ أبداً لكنه يحتاج دوماً للاعتناء به لكي يظهر بريقه
الجذاب, والحب هو الطاقة والدافع للوصول لأبعد الأماكن.
أعلمي أن الرجل لا يريد سوى الحب والحنان والمواساة والمساندة بوقت الشدائد, وأعلم أن الجنة تحت أقدامها كأم, ليس لكِ سواه وهو أيضاً, لا يملك سواكِ رافقيه بصبر ورأفة ورحمة بالدنيا, لكي ترافقيه بإذن الله بالآخرة, وهو كذلك.

موضوع: رد: اليكم الحب 21/1/2009, 17:40

كلمات جميله ابن غزه
يعطيك العافيه
محبتي

موضوع: رد: اليكم الحب 21/1/2009, 22:56

اخي الغالي ابن غزه
لقد اخترت لنا موضوعا من اهم المواضيع الحياتيه
يجدر التوقف والقراءه بامعان حقا
اشكر مجهودك الرائع واختيارك الموفق
محبتي مع كل الود واهلا بك في بيتك ومنتداك
اسمح لي بنقل الموضوع الى منتدى المرأه والرجل الخاص بهذه المواضيع
شكرا لك من القلب