قبل أيام ألتقيت بصديقة لي ,أخبرتني أنها أخيرا وبعد تعب وعناء استطاعت إيجاد عمل, فرحت لسماع ذلك الخبر وهنأتها بالعمل الجديد وخصوصا أني كنت على علم بأنها تعاني من ضائقة مالية، وكان يجب أن تسدد أقساط التعليم الباهظة و خصوصا أن الامتحانات على الأبواب. فإذ لم تقم بدفع أقساط التعليم لن يسمحوا لها بتقديم الامتحانات.
لحظتُ شعوراً بعدم الرضا والغضب في آن واحد ارتسم على وجهها، استغربت ذلك الأمر وسألتها عن الأمر الذي يشغل بالها قائلاً: " المفروض أن تكوني فرحه لأنك الآن تستطيعين تقديم الامتحانات"، فأجابتني: كنت أفضل أن أُفصلُ من الجامعة على أن أجد هكذا عمل!!، فبهذا العمل أدركت مدى قسوة المجتمع ووحشية الإنسان.
حدثتني أن عملها الجديد يقتصر على أن تكون أم لولد غدره الزمان..، لولد ترفض أمه البيالوجية كما يطلقون عليها بالاعتراف به...,لولد يدعي أبوه البراءة منه في المحكمة... , لولد عمره لا يتجاوز العاشرة و في رصيده محاولتي انتحار..., لولد وضعه في المجتمع على الهامش.
هذه الحادثة لم تحصل في بلاد الغرب بل حدثت هنا في المجتمع العربي المحافظ .
ما هو العوامل التي تؤدي لوجود مثل هذه الظواهر ؟
وهل يستحق مثل هذا الطفل معاملة قاسية كهذه ؟
وأي مستقبل سينتظر هذا الطفل في حياته ؟
وهل نحن كمجتمع نتعامل معه في الحقيقة كما نتعامل معه من وراء شاشة الكمبيوتر ، أم أن تعاطفنا هذا الكترونياً فقط ؟